انهزم أولمبيك خريبكة أمام حسنية أكادير، وكما هي العادة، فالمباريات التي لعبها الفريق بأسلوب هجومي نوعا ما، وخرج عن نطاق الصرامة الدفاعية المبالغ فيها، والتي كانت أمام نهضة بركان، والمغرب التطواني، وحسنية أكادير قد خسرها وخارج خاوي الوفاض منها، وبقاسم مشترك يتمثل في إهدار ضربات الجزاء فيها، هذا هو الثابت، لكن المتحول هو كون المباراة الأخيرة أمام حسنية أكادير، عكس سابقاتها كشفت مجموعة عيوب واختلالات، وأظهرت وجها مرتبكا لأولمبيك خريبكة عجز من خلاله عن الوقوف بالشكل الجيد في رقعة الميدان والتحكم في زمام الأمور وسطه والسيطرة على الكرات الثانية، وربح النزالات الثنائية، ليكون أولمبيك خريبكة بوجه مغاير عن سابقيه، وليدق ناقوس الخطر أمام التراجع الكبير في النتائج، والتراجع على مستوى سبورة الترتيب، فالخلل قائم ويحتاج لعمل واجتهاد :
ضربات الجزاء:
يعيش فريق أولمبيك خريبكة وضعا شاذا بإضاعته لمجموعة من ضربات الجزاء الحاسمة والتي كانت ستغير نتيجة مجموعة من المباريات، وهو ما يطرح التساؤل حول التدرب عليها وطريقة إهدارها، وترحيلها كل مرة للاعب آخر، مما يجعل الضغط يكبر والخوف من الإهدار هو المسيطر، فما المانع في استمرار لاعب في التنفيذ ولو أضاع، وما السر في هروب مجموعة من اللاعبين القادرين على التنفيذ بشكل دقيق وتواريهم إلى الخلف مع كل ضربة جزاء معلنة.
الخصاص على مستوى الزاد البشري:
كشفت مباراة اليوم المستور، وأبانت عن الحاجة لمجموعة انتدابات ونحن على بعد ايام من افتتاح الانتقالات الشتوية، واتضح سوء قرار المدرب تأهيل أربعة وعشرين لاعبا فقط، جلهم يظل خارج الحسابات، لتدور عجلة الفريق بأربعة عشر إلى ستة عشرة لاعبا لا غير، وهو ما كان يطرح التخوف بقدرة الفريق على مواصلة المشوار بنفس تألق البداية بعد تراكم المباريات ودخول إكراهات البطاقات والإصابات حيز التنفيذ، مما يؤكد الحاجة إلى انتدابات وفي مراكز محددة.
لاعبين بدون إضافات:
مجموعة لاعبين بدون إضافات سواء على مستوى الدفاع أو الوسط او الهجوم، فالأظهرة كانت غائبة وسمحت بمرور الكثير من الكرات والمحاولات، وثنائية بكايوكو والعكادي لم تنجح حيث تواصل الارتباك وسوء التموضع والتمركز، وخط الوسط ظل عاجزا عن استرداد مجموعة من الكرات الثانية، وحتى وإن نجح في ذلك فسرعان ما تكون التمريرة خاطئة ليكون المصير هو تلقي هجوم مضاد وسريع، إضافة إلى التثاقل في الهجوم وخسارة النزالات الثنائية وسوء اختيار الحل الأنسب.
إشكالية الخسارة في الجولة الثانية:
كثيرا ما يقال أن الشوط الثاني هو شوط المدربين، وبالفعل يتضح في أكثر من مباراة، سوء تقدير المدرب العجلاني للأمور، ولجوئه الدائم إلى تغييرات أضحت كلاسيكية ومعروفة، وربما للزاد البشري وضعف بنك الاحتياط دور في ذلك، لكن في مباراة اليوم وأمام الخسارة، فما سبب إشراك يوسف جمعاوي والإبقاء على بلال المكري ولو على حساب الدفاع وخط الوسط الدفاعي، فالخسارة كانت قائمة وتفرض التمتع بالقدرة على المجازفة والبحث عن خلق الفارق.
هي مباراة كانت مفتوحة، وهي الطريقة التي يحبذها وظل يطالب بها الجمهور الخريبكي، لكن الأخطاء وغياب الرقابة، والانهيار في الأخير دون انتظار صافرة النهاية الرسمية جعل الفريق ييتكبد هزيمته الأولى خارج الميدان، ويواصل مشوار التراجع بعد نقطة اسفي اليتمية.
نقلا عن موقع dimadimaock.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق